مقام كفي أبي الفضل العباس في مدينة كربلاء المقدسة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقام كفي أبي الفضل العباس في مدينة كربلاء المقدسة
لقد أبدى أبو الفضل يوم الطف من الصمود الهائل والتضحية والإرادة الصلبة ما يفوق الوصف فكان برباطة جأشته وقوة عزيمته جيشا لا يقهر فقد ارعب عسكر أبن زياد وهزمهم في ميدان الحرب, حتى أن بطولاته كانت ولا تزال حديث الناس في مختلف العصور فلم يشاهدوا رجلا واحدا مثقلا بالهموم والنكبات يحمل على جيش مدعم بجميع آلات الحرب قد ضم عشرات الآلاف من المشاة وغيرهم فيلحق بهم أفدح الخسائر من معداتهم وجنودهم ويقول المؤرخون عن رسالته يوم الطف - إنه كلما حمل على كتيبة تفر منهزمة من بين يديه يسحق بعضهم بعضا بعد أن خيم الرعب فيهم.
أضافة إلى سجله الحافل بالبطولات الرائعة فانه كان مثالا للصفات الشريفة والنزعات العظيمة فلقدت تجسدت فيه الشهامة والنبل والوفاء والمواساة والنصرة الحقيقية وبذل الغالي والنفيس من أجل أخيه حيث برهن حقيقة الأخوة الإسلامية الصادقة وأبرز جميع قيمها فلم يبق لون من ألوان الأدب والبر والإحسان إلا قدمه له.
وكان أروع ما قام به في ميادين المواساة حينما استولى على الماء يوم الطف تناول منه غرفة ليشرب وكان قلبه الزاكي كصالية الغضا من شدة الضمأ فتذكر في تلك اللحظات الرهيبة عطش أخيه الحسين (عليه السلام) وعطش الصبيه من أهل البيت (عليهم السلام) فدفعه شرف النفس وسمو الذات إلى رمي الماء من يده.
والشيء الذي يدعو إلى الإعتزاز بتضحية أبي الفضل ونصرته لأخيه الإمام الحسين (عليه السلام) أنها لم تكن بدافع الأخوة والرحم وغير ذلك من الاعتبارات وإنما كانت بدافع الإيمان الخالص لله, ذلك الإيمان الذي تفاعل مع عواطف أبي الفضل وصار عنصرا من عناصره ومقوما من مقوماته وقد أدلى بذلك في رجزه حينما قطعت يمينه التي كانت تفيض برا وعطاء للناس, قائلا:
والله إن قطعتم يميني*** إني أحامي أبدا عن ديني
وعن إمام صادق اليقين
نسبه الشريف:
ليس في دنيا الأنساب نسب أسمى ولا أرفع من نسب أبي الفضل فهو من صميم الأسرة العلوية التي هي من أشرف الاسر التي عرفتها الإنسانية تلك الأسرة العريقة في الشرف والمجد التي امدت العالم الإسلامي بعناصر الفضيلة والتضحية في سبيل الخير وما ينفع الناس وأضاءت الحياة العامة بروح التقوى والإيمان.
فعندما تأتي للأب تراه علم من أعلام التقى.
الأب: إن الأب الكريم لسيدنا العباس (عليه السلام) هو الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وباب مدينة علمه - ويكفي العباس (عليه السلام) فخرا أنه فرع من دوحة الإمامة وأخ لسبطي رسول الله (صلى الله عليه وآله).
الأم: أما الأم الجليلة لأبي الفضل فهي السيدة الزكية فاطمة بنت حزام بن خالد, وأسرتها من أجل الأسر العربية وقد عرفت بالنجدة والشهامة.
تسميته
سمى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وليده المبارك (بالعباس) وقد استشف من وراء الغيب أنه سيكون بطلا من أبطال الإسلام ويكون عبوسا في وجه المنكر والباطل. ومنطلق البسمات في وجه الخير. وكان حقا كما تنبأ عبوسا في ميادين الحروب التي أثارتها القوة المعادية لأهل البيت وكان يدمر كتائب الكفر في كربلاء وقول الشاعر فيه:
عبست وجوه القوم خوف الموت*** والعباس فيهم ضاحك متبسم
ألقابه
1- قمر بني هاشم: كان العباس (عليه السلام) في روعة بهائه وجميل صورته آية من آيات الجمال وكما كان قمرا لأسرته العلوية الكريمة فقد كان قمرا في دنيا الإسلام أضاء طريق الشهادة.
2- السقاء: وهو من أجل ألقابه وأحبها إليه لأنه سقى عطاشى أهل البيت (عليهم السلام) حينما منع عنهم الماء حيث اقتحم الفرات وأحضر الماء فسمي بالسقاء.
3- بطل العلقمي: العلقمي هو اسم النهر الذي أستشهد على ضفافه أبو الفضل وكان محاطا بجيوش وعسكر ابن زياد لمنعهم من الشرب منه ولكن أبو الفضل (عليه السلام) بعزمة الجبار استطاع أن يصل إلى الماء ويهزم جيش الرذيلة ولكن في المرة الأخيرة استشهد على ضفافه ولقب ببطل العلقمي.
4- حامل اللواء: ومن ألقابه المشهورة (حامل اللواء) وهو أشرف لواء إنه لواء أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام) الذي خصه به دون أهل بيته وأصحابه وكان اللواء الذي تقلده أبو الفضل يرفرف على رأس الإمام الحسين (عليه السلام) منذ أن خرج من يثرب حتى انتهى إلى كربلاء وقد قبضه بيد من حديد فلم يسقط منه حتى قطعت يداه وهوى صريعا بجنب العلقمي.
5- كبش الكتيبة: وهو من الألقاب الكريمة التي تمنح إلى القائد الأعلى في الجيش الذي يقوم بحماية كتائب جيشه بحسن تدبير وقوة بأس, حيث كان أبي الفضل قوة ضاربة في معسكر أخيه وصاعقة مرعبة ومدمرة لجيوش الباطل.
6- العميد: وهو من الألقاب الجليلة في الجيش التي تمنح لأبرز الأعضاء في الجيش وقلد أبو الفضل بهذا الوسام لأنه كان عميد جيش أخيه أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وقائد قواته في يوم الطف.
7- حامي الظعينة: أضيف هذا اللقب إليه لقيامه بدور مشرف في رعاية مخدرات النبوة وعقائل الوحي فقد بذل قصارى جهوده في حمايتهن وخدمتهن فكان هو الذي يقوم بترحيلهن وانزالهن من الحمامل طيلة انتقالهن من يثرب إلى كربلاء.
8- باب الحوائج: وهذا أكثر ألقابه شيوعا وانتشارا بين الناس فقد آمنوا وايقنوا أنه ما قصده ذو حاجة بنية خالصة إلا قضى الله حاجته, وما قصده مكروب إلا كشف الله ما ألم به من محن الأيام وكوارث الزمان.
لقد ضمت مدينة كربلاء المقدسة العديد من المراقد والمقامات العظيمة والخالدة لكونها كانت ساحة شهدت نزال الحق ضد الباطل, نستذكر اليوم أحد هذه المقامات العظيمة وهو مقام كفي أبي الفضل العباس (عليه السلام) ولو صح التعبير نقول مقامان لأنه لكل كف هناك مقام. فالكف الأيسر والذي يقع في منطقة باب العباس (عليه السلام) حيث عند دخولك إلى هناك وبإتجاه يسار باب القبلة ترى مقام يتوسط عمارتين ويقع على مدخل سوق سمي باسم المقام (سوق كف العباس).
المقام له قبة زرقاء جميلة المظهر الخارجي دائري له أربعة شبابيك فوقها مباشرة أربع قطع مصنوعة من الكاشي الكربلائي مكتوب على الأولى السلام عليك يا حامل لواء الطف, مقام الكف الأيسر لأبي الفضل (عليه السلام) والأخرى مكتوب عليها اسم الشخص الذي قام بتشييد هذا المقام وتاريخ بناء المقام (1418هـ- 1998م).
إذا نظرت إلى يسار المقام نرى لوحة توضح الكف الأيسر المقطوع لأبي الفضل وشاطي الفرات وهي مصنوعة من الكاشي الكربلائي وإلى جانبها توجد قطعة أخرى مكتوب عليها زيارة قطيع الكفين وأخرى شعر بحق أبي الفضل يريد الشاعر فيها أن يوضح كرم أبي الفضل في أغلى ما يملك.
أما مقام الكف الآخر (الأيمن) لأبي الفضل فتصل إليه عند خروجك من الصحن الشريف ومن باب الفرات تحديداً ترى امامك شارع قديم يسمى شارع الفرات وفي بداية وعلى اليسار ترى قطعة مكتوب عليها الى كف العباس الايمن وبعد سيرك في إتجاه هذه القطعة في طريق ظيق فيه بعض المحال بعد مسير لعدة أمتار يصبح أمامك مباشرة على شكل زاوية مقام له في الجانب الأمام شباك واحد مربع الشكل وفوقه رسم يوضح الكف الأيمن لأبي الفضل وهو مقطوع على جانب العلقمي (الفرات
والجانب الآخر من المقام له ثلاث شبابيك كبيرة وإذا نظرت إلى داخلها ترى صورة كبيرة لأبي الفضل راكب جواده وحامل رايته وهو في وسط العلقمي.
إن لهذان المقامان مكانه كبيرة في نفوس جميع المؤمنين لما لهما من أثر واضح ودليل على عظيم التضحية التي قام بها أبو الفضل (عليه السلام).
وإن كفي أبي الفضل (عليه السلام) لهما زيارة خاصة سميت (زيارة قطيع الكفين) موجودة بجانب الكف الأيسر لأبي الفضل (عليه السلام).
وهناك عدد هائل من الزائرين الذين يقصدون الزيارة لهذين الأعضاء الشريفة الظاهرة التي قطعت ظلما وجورا وأصبحت مثالا للتضحية والفداء وأحد العبر الكبيرة والكثيرة التي تركتها ملحمة الطف.
رد: مقام كفي أبي الفضل العباس في مدينة كربلاء المقدسة
اللهم صلي على محمد وآل محمد
يعطيكم الف الف عافيه على هذه المعلومات المفيده
يعطيكم الف الف عافيه على هذه المعلومات المفيده
Sayd GhareP
46- نائب المديرة
- عدد مشاركاتي : 1805
نقاط : 2670
تاريخ التسجيل : 17/08/2009
العمر : 33
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى